Sunday, April 29, 2007
احد اكثر ما قرأت منطقيه عن الحب
د . سبوك
إن الحب كعاطفة له أكثر من وجه. إنه كغرفة المرايا السحرية التي يرى الإنسان نفسه فيها وهو يضحك مرة ويبكي مرة أخرى.لكن كيف يصل الإنسان إلى تمييز مشاعره فعلاً؟لا أحد يستطيع أن يضع قائمة محددة لأنواع الحب المختلفة، فهنالك الحب الخيالي وهناك الحب الجنسي، وهناك الحب الرومانسي، وهناك ((الشذوذ)) الذي يطلق على نفسه اسم الحب أيضاً، وكل ذلك يأخذ اسماً متعارفاً عليه هو ((الحب)).لكن ما الذي يميز الحب الحقيقي عن الحب الزائف؟ما الذي يجدر بنا أن نفعله لنتبين حقيقة مشاعرنا؟إن رحلة الحب في حياة الإنسان تبدأ من الطفولة، حيث يرتبط الطفل بأمه بعمق ويعتمد عليها في كل احتياجاته، ويصاب بالقلق إذا غابت عنه، ويبتهج عندما تعود. إنه حب اعتمادي إلى أبعد الحدود.وما إن يصل الطفل إلى الثالثة حتى يبدأ في حب من نوع جديد، حب الصحبة لبعض الأطفال من الذين في مثل عمره. ويتجه الطفل بمشاعره نحو أبيه ليبدأ الإعجاب العميق به. ويتطور هذا الإعجاب إلى حد شديد التوهج نحو الأم إذا كان الطفل ذكراً، أو ناحية الأب إذا كان الطفل أنثى.ويكبر الطفل ليصل إلى السادسة فيبدأ في حب مجموعة أصدقاء له من نفس عمره لأنه يجد فيهم المرح والتسلية، وقد يجمع شلة الأصدقاء هواية مشتركة، ويزيد على كل ذلك أن كلاً منهم يقبل الآخر ويحبه.ومن بعد ذلك يصل الطفل إلى بدء المراهقة بالبلوغ، خلال مرحلة المراهقة يطل الحب الشهواني وفي نفس الوقت يطل حب آخر هو الحب الخيالي الرومانسي، ثم يمتزجان في عاطفة واحدة رغم اختلاف كل منهما.فالحب الشهواني خشن وجسدي. والحب الرومانسي كريم وحنون ومثالي ومن الإثنين يأتي إلينا هذا المزيج المدهش الذي نبني به الحياة الأسرية.وهناك إحساس كل منا يحب نفسه، وكل منا يفكر في نفسه بدرجة أو بأخرى وكل منا يرغب في أن ينال إعجاب الآخرين وتقديرهم. وكل منا يتحدث عن نفسه وإنجازاته كلما سنحت له الفرصة، أو استطاع أن يعثر على مستمع جيد.وقليل منا هو القادر على أن يخفي حبه لنفسه خلف ستار من خدمة الآخرين فيحبونه ويغدقون عليه الاحترام. ونحن نميز بإحساسنا كل يوم بين هؤلاء القادرين على منح الحب لمن حولهم، وأولئك الذين يفضلون الاستمتاع فقط بحب الآخرين دون منحهم أي حب.وفي رحلة بناء كل منا لحياته نفاجأ في فترة من الفترات بفقدان القدرة على تمييز مشاعرنا. وإذا فتش كل منا في ذكرياته فسيجد صوراً متعددة لما أقول.ولأضرب بعضاً من الأمثلة التي رأيتها:كانت ((أسماء)) ذات الأربعة والعشرين عاماً تتيه بجمالها. إنها تعرف قدر حيويتها وترى اتساع عيون الشباب إعجاباً بها، وتشعر بالمزيد من التغني بأنوثتها عندما تسمع كلماتهم عن حبهم لها. ويحاول أحدهم أن يكسب منها وعداً بأن يتقدم غليها لخطبتها، لكنها تسوف وتؤكد أنها غير واثقة من عواطفها نحوه.ولما كان لها أخت تصغرها اسمها ((زينب)) ولما كانت ((زينب)) تعرف أن جمالها مقبول، وأن مرحها لا يقلب الهزل إلى جد، ولا يقبل أن يتحول الجد إلى هزل. ولما كان سلوك (زينب)) مثار إعجاب أساتذتها وزملائها وزميلاتها في الكلية، ولما كانت عيناها ترقبان معيداً بكليتها يحاول أن يتقرب منها، لكل ذلك عندما طلب المعيد أن يتقدم لخطبتها وافقت على الفور، أقيم احتفال الخطوبة بعد أسبوع واحد من مفاتحة المعيد ((لزينب))، وكأن أهل (زينب)) في غاية الفرح.ولكن كانت هناك واحدة فقط من الحاضرات لهذا الاحتفال تعيش حالة من الوجوم. إنها ((أسماء)) ذات الأربعة والعشرين ربيعاً. لقد اكتشفت أسماء أنها هي التي كانت تستحق هذا الاحتفال، وكانت تستحق أن تجلس في صدر هذا الحفل هي والشاب الذي أعلن عن حبه لها. إنها تكتشف في هذه اللحظة أنها تحبه بعنف، وأنها تشتاق إليه، وأنه لم يكن يستحق منها هذا الأسلوب من التردد. إنها لم تكن تعي حبها له.وهكذا نرى أن الحب يمكن أن يختفي تحت سحابة من التردد. يحدث ذلك للفتيات ويحدث أيضاً للشباب.ونحن نلتقي جميعاً كل يوم بشاب يتحدث عن ليونة فتاة معينة ودلالها وكيف تختار هذه الفتاة من الملابس ما يبرز الأنوثة. ويبقى خيال الشاب مشتعلاً إلى أن يتزوجها ليفاجأ بأن كل ما تخيله منها هو مجرد وهم، وأن تلويحها بمفاتنها كان مجرد تصرف لا شعوري لاصطياد الرجال وإيقاعهم في غرامها، في حين أنها لا تملك أدنى قدرة على التفاعل العاطفي.وفتاة مليئة بالجاذبية، ولكنها تمتلئ بالمعارضة لكل آراء والدها ووالدتها. ويفاجأ الجميع بالخبر، خبر وقوعها في حب رجل يمثل نقطة المعارضة لكل ما تمثله أسرتها. وهذا لا يعني إنها تحبه فعلاً لمميزاته الجذابة، ولكن أحد الأسباب القوية لتمسكها به هو رغبتها في معاندة الأهل.ومثال ذلك هو الزواج بين أفراد من ديانات مختلفة: إنه يشبه الارتجاج في العقل الثقافي لهذه الأسرة.وإذا ما نشا حب بين فتى وفتاة من أصول دينية مختلفة، كزواج المسلم من مسيحية في المجتمع المسلم أو زواج المسيحي من يهودية في المجتمع المسيحي، فإن الخطوبة الطويلة هي التي تتيح للإثنين فرصة اكتشاف مدى اختلاف كل منهما عن الآخر، ويمكن لقصة الحب أن تأخذ نهايتها المحتومة وهي الفشل قبل البدء في الزواج.ولست أقصد أن كل زواج يتم ضد العرف الاجتماعي السائد لابد له من الفشل، ولكني أذكر أه يمتلئ بالصعوبات النفسية الجمة.وفي بعض العائلات نجد الابن ينظر لوالديه نظرة الامتعاض وعدم الارتياح إنه لم يكن يتمنى أن يكون والده هذا الإنسان أو أن تكون والدته هذه الإنسانة. إن والديه غير مناسبين له في نظره، ولذلك نجد الفتى يتجه إلى الفتيات غير المناسبات. إن الفتاة التي تثير إعجاب مثل هذا الشاب هي من النوع الذي يغضب أهله.ويحدث مثل ذلك أيضاً لدى بعض الفتيات. فقد تختار الفتاة لصداقتها شاباً لا يمكن أن يرضى عنه أهلها، وفي غالبية الأحيان يتغير هذا الوضع وتسقط المشاعر في بئر بعيدة وفي قاع الذكريات وتنتهي هذه القصص، لكن في أحيان أخرى، ولسوء حظ بعض الشباب والبنات، فإن الواحد منهم ـ أو الواحدة منهن ـ يستمر في مثل هذه العلاقة.وهناك ملاحظة يجب أن نلفت النظر إليها، وهي أن حب الجنس أكثر إلحاحاً عند الرجل. أما المرأة فإن الجانب الروحي عندها يرتفع بدرجات عن الجانب الجنسي، لذلك قد تصدم الفتاة التي نشأت وسط رعاية أسرية طيبة من سلوك الرجل القاسي أو الخشن عند الزفاف.وأحب أن أهمس في إذن الشاب بالكلمات التالية: إذا ما أتيحت لك الفرصة للتعرف على فتاة، لا تقتحم عالمها بخشونة، بل حاول أن يجمع بينكما حديث ودود وطيب لأن الهجوم بخشونة يدل على عدم ثقتك بنفسك ويؤكد لمن أمامك أنك قاس ولا تفكر إلا بأنانية.ولابد لنا من أن نتناول ما تفعله القسوة في الطفولة المبكرة بالشاب أو الفتاة. إن القسوة في طفولة الولد تذكره دائماً أن والدته لم تكن تحبه وأن والده كان يراه إنساناً غير مرغوب فيه. وما إن يصل إلى البلوغ حتى يبدأ في رحلات البحث عن عاطفة يحقق لها لنفسه درجة ما من الاطمئنان.ويكون مثل هذا الشاب متدفقاً عاطفياً إلى الدرجة التي يمكن أن تصدقه أي فتاة. وما إن تقع فتاة في حبه حتى يبدأ على الفور في هجرها. إن حبها بالنسبة له عديم الفائدة وبلا قلب، وسران ما يتجه إلى فتارة أخرى وهكذا.والفتاة أيضاً إذا ما مرت في طفولتها بمثل هذه القسوة التي شرحتها من قبل يمكن أن لا تهتم بمن يقع في غرامها، ولكن تهتم فقط بمن لم يقع.قد يتساءل أحدنا عن الغيرة في الحب؟فأقول إن بعض الناس يفضلون الإحساس بأنهم يملكون مَن يحبون، أو بأن مَن يحبهم يملكهم. وبعض الناس يناضلون ليصبحوا أحراراً، ويكرهون هذه الغيرة لأنها قيد.وأما الذين يفضلون الإحساس بأن هناك مَن يمتلكهم فهم يتجهون دون قصد إلى إثارة غيرة مَن يحبهم، وهذا جزء من إحساسهم بالسعادة في الحب.والغيور إنسان جاء إلى العالم من أب أناني أو أم أنانية، وتعلم دون وعي أن يرى والده في حالة ثورة من أي شيء يمس ممتلكاته. ويمارس الشاب مثل هذه الغيرة عندما يصل إلى الحب. وغالباً ما يتزوج مثل هذا الإنسان من فتاة قادرة على إثارة غيرته. وهكذا تظل عجلة الغيرة الاستفزازية مستمرة في هذا العالم.
Sunday, April 15, 2007
في لحظة ما كنت قد اعتقدت و اعتقد معي البعض أننا لا نفعل شيئا
أننا لا نقدم شيئا
اعتقدنا أننا لا نؤثر و لو بقيد أنمله
في مجريات الأمور
حتى لاح لي فجأة خطأ ما نعتقده
و اثبت لنا النظام بدون ان يدري
أننا نفعل شيئا ذا جدوى
عرفنا أننا ما زلنا بعبع للنظام
و انه يخاف منا
باعتقال الأمن للزميل المدون
عبد المنعم محمود
قد أعطانا الأمل في أن ما نفعله يؤثر و يخيف
أدركنا ان النظام لن يخاف من شيء
ليس خطرا عليه
قد نكون جميعا مكان عبد المنعم محمود في أي يوم من الأيام
ووقتها سنعرف أهمية تضامن من بالخارج مع من بالداخل
انا أتضامن مع عبد المنعم محمود و ادعوا لحملة شرسة
لا تهدأ مع مرور الوقت كما باقي الحملات كما سيأمل النظام
و إنما تهدأ فقط بعد الإفراج عنه
يجب ان يعرفوا ان اعتقال مدون لا يمر أبدا مرور الكرام
مهما كانت اختلافاتنا الفكرية
فنحن كلنا
ضد الظلم
و القهر
ضد اعتقال المدون
عبد المنعم محمود
لمزيد من التفاصيل راجع
أننا لا نقدم شيئا
اعتقدنا أننا لا نؤثر و لو بقيد أنمله
في مجريات الأمور
حتى لاح لي فجأة خطأ ما نعتقده
و اثبت لنا النظام بدون ان يدري
أننا نفعل شيئا ذا جدوى
عرفنا أننا ما زلنا بعبع للنظام
و انه يخاف منا
باعتقال الأمن للزميل المدون
عبد المنعم محمود
قد أعطانا الأمل في أن ما نفعله يؤثر و يخيف
أدركنا ان النظام لن يخاف من شيء
ليس خطرا عليه
قد نكون جميعا مكان عبد المنعم محمود في أي يوم من الأيام
ووقتها سنعرف أهمية تضامن من بالخارج مع من بالداخل
انا أتضامن مع عبد المنعم محمود و ادعوا لحملة شرسة
لا تهدأ مع مرور الوقت كما باقي الحملات كما سيأمل النظام
و إنما تهدأ فقط بعد الإفراج عنه
يجب ان يعرفوا ان اعتقال مدون لا يمر أبدا مرور الكرام
مهما كانت اختلافاتنا الفكرية
فنحن كلنا
ضد الظلم
و القهر
ضد اعتقال المدون
عبد المنعم محمود
لمزيد من التفاصيل راجع
Sunday, April 08, 2007
قالت و هي تعلق على تشاؤمي الشديد تجاه الاستفتاءات على التعديلات الدستورية " بجرة قلم ارتكبوا ما لا نعرف كم سندفع من دمائنا و حياتنا في سبيل إصلاحه مرة أخرى " .. اعتدلت في مقعدي و أنا اقرأ ما كتبته المدونة شمس الدين و هي تحاورني و قد فاجأتني تلك الطريقة في معالجه الأمور التي أراها لأول مرة .لم أتعود على حسابات أخطاء النظام بالخسائر البشرية التي ستضيع في محاولة إصلاح الأمور بعد ذلكعلى الرغم من أنها رؤية صحيحة تماما و لكن يبدوا أننا قد نسينا أيام النضال و الكفاح القديم ، اعتقد أجدادنا إننا نقرأ التاريخ و لم يتركوا لنا الوصايا ليعلمونا كيف نحافظ على هذه البلد بدمائنا و حياتنا كما كانوا هم و من قبلهم ..فعلا بجرة قلم بسيطة لم يدركوا أنهم قد أضافوا عبء على أجيال قادمة و ربما أجيال موجودة الآن ستناضل حتى تصلح ما أفسدوه و هم يرفعون حياتهم على كتفهم و شعارهم .. "ننتصر أو نموت "
كم من عائلات سيؤخذ أبنائها إلى المعتقلات لا لشيء إلا لأنهم يعترضون على ما حدث؟
كم من شباب سيضيع مستقبلهم لأنهم لا يرضون لهذه البلد إن تعيش هكذا
كم من رجال ستمتهن كرامتهم على يد زبانية المعتقلات
كم إنسان لن ينظر إلى الحياة ثانيا كما كان ينظر إليها من قبل
تذكرت مشاهدتي لفيلم عمارة يعقوبيان مع صديق غير مصري و هو يعلق على ما حدث من تطورات في الأحداث لطه ابن بواب العمارة في الرواية فقد قال لي هذا الصديق " هذا تمثيل صحيح تماما لما يحدث فعلا ، فهذا شاب كان متحمس لخدمة بلادة فعلا و لو كانوا قبلوه في كلية الشرطة كما كان يتمني لكان من الممكن ان يصبح فعلا نموذج يحتذي به و لكن بدلا من ذلك صنعوا منه سلاحا ووجهوه ضد أنفسهم ، انه دليل على غباء اي نظام عربي ، ان تأخذ ما هو جيد لتصنع منه ما هو سيء ثم توجهه الى نفسك ثم تقول انظروا ! هؤلاء هم الإرهابيين الذين نحميكم منهم ، و لا يعلمون أنهم هم من صنعوه " . كانت رؤيته لذلك الحدث في الفيلم رؤية صحيحة جدا و لكن من يفهم و من يعي
بعد جرة القلم التي ارتكبوها هذه كان يصيبني حالة من السوداوية و التشاؤم تجاه هذا البلد و لكن عزائي الوحيد هو أن الحراك الذي بدأ في مصر الآن لن توقفه جرة قلم أبدا فالعفريت بدأ يتململ داخل القمقم و لن يلبث أن يخرج عما قريب .
Saturday, March 24, 2007
دائما ما اشير في كتاباتي الى تلك السلبية المقيتة المبتلى بها الشعب المصري ، و لكن و لأني كنت خارج مصر لم اكن اتصور انها قد وصلت الى الحد الذي رأيته عندما جئت في اجازة قصيرة..
كانت اول علاماتها ان استقبلتني امي في اول يوم وصولي بقولها " انت بقا تبطل لعب العيال اللي بتعمله على النت ده ، التعديلات اللي بيعملوها دي هاترجع زوار الفجر تاني زي زمان و ماعدش ليك ديه عند الحكومة و انت اصلا مكانش ليك دية قبل كدة "
اول ملاحظة لاحظتهنا في كلامها انها متابعة لما يحدث و تعرف ان هناك تعديلات سوف تتم في الدستور و تعرف احد مساويء هذا التعديل و هو تحويل مصر الى دولة بوليسية .
شيء لا بأٍ به اطلاقا حتى الان فهي متابعه على الأقل لما يحدث . و لكني فشلت في اقناعها بأن دورنا على الاقل ان نقول لا و ان نعلم الجميع بأننا نقول لا .
اما أختي فقد قالت لي شيء اضحكني كثيرا فقد قالت لي و انا اتحاور معها " هو يعني حسني مبارك مش عارف ان الناس مش موافقه؟ اكيد اللي حواليه هما المشكلة مش بينقلوله اللي الناس عاوزينه و هو كمان اكيد مش بيتفرج على التليفزيون "
أختي بفطرتها النقية لا تتخيل ان يتعمد أحد الظلم و هو يعلم انه ظلم و يعلم ان الناس يعلمون انه ظلم و يعلم انهم يعلمون انه يعلم
هي لا تعرف ان هناك شخص طبيعي مثلي و مثلها و مثل من نقابلهم كل يوم يمكن ان يفعل ذلك
احد اقربائي قال لي ملاحظة غريبة قليلا و هي اننا اي المدونون و النشطاء أداه في يد الحكومة و انها تستفيد منا جيدا فنحن نثبت انها ديمقراطية في حين ان ما تريد ان تفعله تفعله بدون ان يؤثر كلامنا فيها.
و ان كل ما نفعله هراء
و الصراحة فقد اقتربت من فقدان الامل في اصلاح النظام الحالي او حتى في أن نؤثر نحن فيه و لو قليلا بما نفعل.
ببساطة لاننا في وسط كل تلك السلبية المحخيطة بنا قلة
قلة لن يكترث لنا احد من باقي الشعب اللهم الا ببعض العطف و مصمصة الشفايف و هم يروننا لا حول لنا ولا قوة ان اراد النظام تصفيتنا بالاعتقال او الاضطهاد
لن يقف معنا احد
لن يعتصم من اجلنا احد
لن يوقف العمال و الموظفون عملهم و يعتصمون من اجلنا ابدا
اعتصموا من قبل لمصلحتهم المباشرة و لكننا بالنسبة لهم " أخرين " كائنات غريبة عليهم اكثر ما قد يفعلونه لنا هو موافقتهم على ما نفعله فقط
لن يمكننا اللاستمرار وسط شعب يفكر بهذه الطريقة
و الاولى ان نحاول تغيير تفكير الشعب المصري و توجيهه و تعليمه كيف يفكر و كيف يستطيع التغيير و لو بالكلمة
وقتها لن نصبح قلة ابدا
كانت اول علاماتها ان استقبلتني امي في اول يوم وصولي بقولها " انت بقا تبطل لعب العيال اللي بتعمله على النت ده ، التعديلات اللي بيعملوها دي هاترجع زوار الفجر تاني زي زمان و ماعدش ليك ديه عند الحكومة و انت اصلا مكانش ليك دية قبل كدة "
اول ملاحظة لاحظتهنا في كلامها انها متابعة لما يحدث و تعرف ان هناك تعديلات سوف تتم في الدستور و تعرف احد مساويء هذا التعديل و هو تحويل مصر الى دولة بوليسية .
شيء لا بأٍ به اطلاقا حتى الان فهي متابعه على الأقل لما يحدث . و لكني فشلت في اقناعها بأن دورنا على الاقل ان نقول لا و ان نعلم الجميع بأننا نقول لا .
اما أختي فقد قالت لي شيء اضحكني كثيرا فقد قالت لي و انا اتحاور معها " هو يعني حسني مبارك مش عارف ان الناس مش موافقه؟ اكيد اللي حواليه هما المشكلة مش بينقلوله اللي الناس عاوزينه و هو كمان اكيد مش بيتفرج على التليفزيون "
أختي بفطرتها النقية لا تتخيل ان يتعمد أحد الظلم و هو يعلم انه ظلم و يعلم ان الناس يعلمون انه ظلم و يعلم انهم يعلمون انه يعلم
هي لا تعرف ان هناك شخص طبيعي مثلي و مثلها و مثل من نقابلهم كل يوم يمكن ان يفعل ذلك
احد اقربائي قال لي ملاحظة غريبة قليلا و هي اننا اي المدونون و النشطاء أداه في يد الحكومة و انها تستفيد منا جيدا فنحن نثبت انها ديمقراطية في حين ان ما تريد ان تفعله تفعله بدون ان يؤثر كلامنا فيها.
و ان كل ما نفعله هراء
و الصراحة فقد اقتربت من فقدان الامل في اصلاح النظام الحالي او حتى في أن نؤثر نحن فيه و لو قليلا بما نفعل.
ببساطة لاننا في وسط كل تلك السلبية المحخيطة بنا قلة
قلة لن يكترث لنا احد من باقي الشعب اللهم الا ببعض العطف و مصمصة الشفايف و هم يروننا لا حول لنا ولا قوة ان اراد النظام تصفيتنا بالاعتقال او الاضطهاد
لن يقف معنا احد
لن يعتصم من اجلنا احد
لن يوقف العمال و الموظفون عملهم و يعتصمون من اجلنا ابدا
اعتصموا من قبل لمصلحتهم المباشرة و لكننا بالنسبة لهم " أخرين " كائنات غريبة عليهم اكثر ما قد يفعلونه لنا هو موافقتهم على ما نفعله فقط
لن يمكننا اللاستمرار وسط شعب يفكر بهذه الطريقة
و الاولى ان نحاول تغيير تفكير الشعب المصري و توجيهه و تعليمه كيف يفكر و كيف يستطيع التغيير و لو بالكلمة
وقتها لن نصبح قلة ابدا
Saturday, March 10, 2007
مقال أكثر من رائع حقيقة من المقالات التي كنت اتمنى لو كتبتها انا لانه يعبر فعلا عما يدور بخاطري دائما
ليس حقدا طبعا و انما اعجابا بالمقال
اترككم معه
قناة ناشيونال جيوجرافيكس هي أربع وعشرون ساعة من الفن الرفيع الراقي. إنها تريك معجزتين في آن: معجزة الظاهرة الطبيعية، ومعجزة أن ينقل لك إنسان هذه الظاهرة بهذا الجمال . أي انها تريك معجزة تصوير المعجزة !.. من ضمن برامج هذه القناة الأثيرة عندي برنامج اسمه (الذهاب إلى النهايات القصوى Going to extremes).. بطل البرنامج صحفي بريطاني اكتشف في منتصف العمر أنه لم يعش حياته وعلى الأرجح لن يعيشها .. يقول إنه في سن متوسطة، يتقاضى راتبًا متوسطًا، ونجاحه متوسط وبيته متوسط وشكله متوسط .. هكذا قرر أن يطلق العنان لجنونه ويجرب الحد الأقصى من كل شيء : يرتحل إلى أبرد مكان في العالم في سيبيريا وأسخن مكان في العالم في أثيوبيا .. يجرب أكثر البلدان جفافًا وأكثرها رطوبة .. أكثرها ارتفاعًا وأكثرها انخفاضًا .. وهكذا ..
برنامج ذو فكرة ذكية ولا شك، والأهم أنه يجعلك تسترجع حياتك فتدرك انك من المبتلين بالوضع الوسط .. وهذا يجعلك لا تنتمي لأي مكان على الإطلاق .. إن إمساك العصا من منتصفها والرقص على السلم لا يختلفان كثيرًا في الواقع، لكن الأمر يتوقف على براعتك في التعبير وقدرتك على تهذيب الخدعة الكبرى التي تعيشها..
أنا من الطبقة الوسطى التي تجاهد كي لا تنزلق لأسفل وتكافح كي تصعد لأعلى، فلا تكسب إلا تحطيم أظفارها على الغبار الذي يبطن الحفرة .. لست فقيرًا بحيث أحتمل شظف العيش، ولست ثريًا إلى حد يجعلني اطمئن على أطفالي يوم أموت .. في مقال بديع للساخر الراحل محمد عفيفي يقول: "المانجو تسبب مشكلة ضميرية مزمنة للطبقة المتوسطة، لأن الفرد من هذه الطبقة يمكنه شراؤها مهما غلا ثمنها، لكنه يعرف أن زيادة قطع عدد ثمرات المانجو على المائدة يقابله نقص في عدد قطع اللحم على ذات المائدة !".
عندما أمشي في الأزقة والأحياء العشوائية أبدو متأنقًا متغطرسًا أكثر من اللازم، وأثير استفزاز سكان هذه العشوائيات .. بينما عندما أمشي في بيانكي أبدو دخيلاً مريبًا فقيرًا أكثر من اللازم... عندما يقع تهديد على أحد سكان العشوائيات فإنه يصرخ مناديًا (سوكة) و(شيحة) وسرعان ما يبرز له عشرون بلطجيًا يحملون ما تيسر من (سنج) وماء نار وكلاب شرسة .. هذه هي الحماية الحقة.. بينما عندما يشك (عيسوى) بيه في شيء فإن البودي جارد صلع الرءوس ذوي السترات السود الذين يدسون سماعات في آذانهم يبرزون لك ليقولوا إن الباشا يأمرك بالابتعاد عن هذا الشارع .. فمن يحمي ابن الطبقة الوسطى ؟.. لا أحد ..
عندما تتزوج لن تظفر إلا بعروس من الطبقة الوسطى .. لن تظفر بـ (عطيات) حارة العواطف التي تؤمن أن (ضل راجل ولا ضل حيطة) ولن تتزوج (إنجي) التي رأت فيلمي (إيمانويل) و (قصة أو) عشر مرات .. إن عروس الطبقة الوسطى ابنة الأستاذ عبد الجواد موجه الجغرافيا تؤمن أن الارتباط بك ثمن لابد من دفعه مقابل الظفر ببيت وأطفال .. إنها أنثى الطبقة الوسطى التي تؤمن في لاوعيها بأن الحب خطيئة حتى في ظل مؤسسة الزواج ..
هذا عن انتمائك للطبقة الوسطى، فماذا عن كونك في منتصف العمر ؟... هل تذكر (هيام) أو (رانية) زميلة دراستك التي همت بها حبًا ثم تخلت عنك عند قدوم أول عريس جاهز (لأنها يجب أن تضع مستقبلها في الاعتبار) ؟.. جرب اليوم أن تحب (مروة) أو (هبة) طالبة الجامعة الحسناء ولسوف تتركك من أجل زميلها المفلس (الروش) الذي لا يملك إلا شبابه، والذي يعرف آخر أغنية لتامر حسني، ويعرف كيف يميز بين حلا شيحة وعلا غانم بينما كنت أنت تعتبرهما نفس الممثلة..
هذا عن العمر الوسط فماذا عن الزمن الوسط ؟.. لست في زمن جيفارا والقومية العربية ومؤتمر باندونج ومظاهرات الشباب واجتماعات المثقفين مع سارتر.. لقد ولى هذا الزمن، لكنك كذلك لا تبتلع فكرة العولمة التي هي الأمركة بمعنى آخر .. وما زلت تعتبر توماس فريدمان مغرضًا كاذبًا، وتعتبر بوش دمية في أيدي المحافظين.. وفي الجهة الأخرى يقف ابن لادن والزرقاوي يقدمان لك بديلاً مغريًا من الذبح والدخول بالطائرات في ناطحات السحاب.. فأين تقف بالضبط ؟
هذا يقودنا للتساؤل عن الموقف الوسط .. كنت تصغي لشباب الجماعات الدينية فتبهرك جديتهم والتزامهم والطريقة البارعة التي يجدون بها مخرجًا لأنفسهم وسط كل هذا الحصار .. ثم تصغي للشباب اليساري فتفتنك ثقافتهم وعمق قراءتهم والنظرة العلمية الصارمة التي يخضعون لها كل شيء .. ثم تعود لدارك لتتساءل: من أنت بالضبط ؟
صديق لي يعاني عقدة الوسط هذه، وكان يتوق إلى أن تكون له مغامرات نسائية لكن العمر فاته، قال لي في ضيق: "قبل أن أدخل الكلية كانت تسيطر عليها ثقافة الهيبيز والتحرر وكان جون لينون بطلاً قوميًا، ثم دخلت الكلية في أوائل الثمانينات فخرج أحدهم أمام المدرج وصاح: فليجلس الأخوة في جانب والأخوات في جانب لو سمحتم .. لا نريد أن نحرج أحدًا ... وألغيت كل حفلات الكلية.. وهكذا سيطرت الجماعات الدينية على سني الدراسة، وكان الفتى يقول لزميلته صباح الخير فتأتيه باكية في اليوم التالي تطالبه بإصلاح غلطته !.. هكذا تركنا الجامعة .. هل تعلم ما يحدث في الكليات اليوم ؟.. الزواج العرفي يتم عيني عينك، وهناك طرق عجيبة للزواج مثل أخذ الموافقة على الموبايل أو أن يبلل كل من الطرفين طابعًا بلعابه ثم يلصقه على جبين الطرف الآخر .. الحق إنني اخترت الزمن الخطأ كي أوجد !"
فكرت في كلامه فوجدته يعزف على نغمة لعنة الوضع الوسط التي أتحدث عنها .. وكما قلت من قبل: إن إمساك العصا من منتصفها والرقص على السلم لا يختلفان كثيرًا في الواقع، لكننا نحاول إقناع أنفسنا بأنهما مختلفان ..
من يدري ؟.. ربما أمشي في ذات الدرب الذي مشى فيه ذلك الصحفي البريطاني .. ربما أختفي في الأيام القادمة فيعرف من يسألون عني أنني أستكشف جبال الهيملايا أو الوديان الثلجية في سيبيريا !
Thursday, March 01, 2007
حكى لي قريبا أحد أصدقائي عن واقعه حدثت أمامه ذات يوم و صديقي هذا من الذين كانوا ينتمون إلى تيار الأخوان من فترة ليست ببعيدة و لم يبتعد عنها فكريا كثيرا و لكن ظروف وجودة خارج مصر هي التي شغلته .
حكى لي أنهم ذهبوا في ذات يوم الى احد المدن الساحلية في مصر تحت مسمى أسبوع ترفيهي لشباب الإخوان و بالفعل نصبوا خيام على شاطيء البحر و بدأوا في ممارسة بعض النشاطات الترفيهية و الدينية حتى جاء اليوم الثاني ، زارهم أحد قيادات الإخوان الشهيرة على الساحة الآن و لن اذكر اسمه لأسباب سأذكرها بعد ذلك ، . و في ذات اليوم فوجيء صديقي بأن القائمين على المعسكر الترفيهي هذا قد وضعوا لهم برنامج للتدريب على حمل السلاح .!! نعم التدريب على التعامل مع الأسلحة
لم أذكر اسم ذلك القيادي في الحقيقة لأني لست متأكد من صحة تلك الواقعة على الرغم من ثقتي في كلام صديقي هذا و لكن إن صحت فتلك كارثة ، فانا لا أتكلم عن شيء وقع في الماضي و إنما أتكلم عن شيء حدث منذ سنوات ليست بكثيرة ، و لكن في الوقت الذي كانت جماعة الإخوان المسلمين تعلى صوتها كل دقيقة معلنه بأنها قد تركت العنف بل و من الصعب أن تفكر فيه ثانيا هل يتم تكرار او حتى التفكير في مثل تلك الامور؟
انا لست من كارهي الإخوان او من معارضيهم على طوول الخط بل العكس من ذلك فأنا احترمهم و أرى أن بعض أهدافهم و ربما جميعها هي ترجمة لما يريده الشعب المصري كله و لكني أتهمهم او بعضهم بالغباء السياسي الشديد
و اتهمهم بعدم تنشئه و توعيه أعضاء و شباب الإخوان على مسألة تقبل الأخر
فهي من أكثر المسائل التي تجعل من الكثيرين يعادونهم و بسببها تحدث مصادمات كثيرة فكرية بينهم و بين الآخرين
***********************************
و إن صحت تلك الواقعة التي ذكرتها فما الذي يدور في رأس قيادات الإخوان ؟ ماذا يخططون؟ هل يخططون لانقلاب؟ هل هو مجرد إعداد و تدريب على حمل السلام تماشيا مع ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه عندما قال " علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل " و حتى و ان كان كذلك فهو أيضا غباء سياسي
فلابد أن ننظر إلى المجتمع المحيط و فليس كل شيء صحيح يجوز فعله في أي وقت فهناك دائما الوقت المناسب و الوقت الغير مناسب
و عندما جاءت قضية ما أسموه بميليشيات طلبة الإخوان و لم أحاول ان اكتب عنها وقتها فقد تم قتل الموضوع كتابة على جميع الصحف و المدونات و لكني في الحقيقة كنت متعاطف معهم قليلا خاصة و أنهم مجرد شباب ما يزالوا في مرحلة التطور العقلي و الفكري
و لكن بعد أن حكى لي صديقي عن تلك الواقعة بدأت أعيد التفكير في تلك القضية من منظور أخر
ووضعت نفسي مكان هؤلاء الشباب ، واقع علي ظلم شديد من ادارة الجامعة و من الأمن بل و من بعض فئات المجتمع المعوقة فكريا ، ما معنى ان اختار عرضا رياضيا يعبر عن اعتراضي؟و إن فعلت .. لماذا سأختار بعض عروض الكاراتيه و الكونغ فو ؟ لماذا سألبس قناعا و ملابس سوداء؟ ما الرسالة التي أريدها أن تصل؟ و لمن؟ و إن لم يكن هناك من هو وراء ذلك العرض من قيادات الإخوان فهي كارثة اكبر فما هي التعاليم التي يلقنون بها هؤلاء الشباب التي تجعل منهم عندما يفكرون في الاعتراض يفكرون في قتال و ملابس عسكرية و عروض قتاليه؟
حتى و ان صح ما تقوله قيادات الإخوان عن انه عرض منفرد ناتج عن تفكير شبابي متحمس؟ فهم الملومون على صنعهم مثل هذه العقول .
أنا إن رأيت طفل المفترض فيه أنه عاقل عندما يغضب يمسك سكين و يحاول جرح الطفل الذي أغضبه ، أول شيء سأفكر فيه هو ما الطريقة التي يربيه بها والداه ؟ فهي أكيد السبب وراء ذلك
على الإخوان ان يعرفوا ان غبائهم السياسي هذا هو ما يعطي للنظام مبررات لفرض هيمنة الأمن على كل شيء ، و عليهم ان يربوا شبابهم على تقبل الآخر ، فتلك المسألة على الأقل إن وجدت ستجعل منهم ضيف مرحب به دائما في كل ملتقي فكري لا ضيف معرض للهجوم دائما او مهاجم دائما .
حكى لي أنهم ذهبوا في ذات يوم الى احد المدن الساحلية في مصر تحت مسمى أسبوع ترفيهي لشباب الإخوان و بالفعل نصبوا خيام على شاطيء البحر و بدأوا في ممارسة بعض النشاطات الترفيهية و الدينية حتى جاء اليوم الثاني ، زارهم أحد قيادات الإخوان الشهيرة على الساحة الآن و لن اذكر اسمه لأسباب سأذكرها بعد ذلك ، . و في ذات اليوم فوجيء صديقي بأن القائمين على المعسكر الترفيهي هذا قد وضعوا لهم برنامج للتدريب على حمل السلاح .!! نعم التدريب على التعامل مع الأسلحة
لم أذكر اسم ذلك القيادي في الحقيقة لأني لست متأكد من صحة تلك الواقعة على الرغم من ثقتي في كلام صديقي هذا و لكن إن صحت فتلك كارثة ، فانا لا أتكلم عن شيء وقع في الماضي و إنما أتكلم عن شيء حدث منذ سنوات ليست بكثيرة ، و لكن في الوقت الذي كانت جماعة الإخوان المسلمين تعلى صوتها كل دقيقة معلنه بأنها قد تركت العنف بل و من الصعب أن تفكر فيه ثانيا هل يتم تكرار او حتى التفكير في مثل تلك الامور؟
انا لست من كارهي الإخوان او من معارضيهم على طوول الخط بل العكس من ذلك فأنا احترمهم و أرى أن بعض أهدافهم و ربما جميعها هي ترجمة لما يريده الشعب المصري كله و لكني أتهمهم او بعضهم بالغباء السياسي الشديد
و اتهمهم بعدم تنشئه و توعيه أعضاء و شباب الإخوان على مسألة تقبل الأخر
فهي من أكثر المسائل التي تجعل من الكثيرين يعادونهم و بسببها تحدث مصادمات كثيرة فكرية بينهم و بين الآخرين
***********************************
و إن صحت تلك الواقعة التي ذكرتها فما الذي يدور في رأس قيادات الإخوان ؟ ماذا يخططون؟ هل يخططون لانقلاب؟ هل هو مجرد إعداد و تدريب على حمل السلام تماشيا مع ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه عندما قال " علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل " و حتى و ان كان كذلك فهو أيضا غباء سياسي
فلابد أن ننظر إلى المجتمع المحيط و فليس كل شيء صحيح يجوز فعله في أي وقت فهناك دائما الوقت المناسب و الوقت الغير مناسب
و عندما جاءت قضية ما أسموه بميليشيات طلبة الإخوان و لم أحاول ان اكتب عنها وقتها فقد تم قتل الموضوع كتابة على جميع الصحف و المدونات و لكني في الحقيقة كنت متعاطف معهم قليلا خاصة و أنهم مجرد شباب ما يزالوا في مرحلة التطور العقلي و الفكري
و لكن بعد أن حكى لي صديقي عن تلك الواقعة بدأت أعيد التفكير في تلك القضية من منظور أخر
ووضعت نفسي مكان هؤلاء الشباب ، واقع علي ظلم شديد من ادارة الجامعة و من الأمن بل و من بعض فئات المجتمع المعوقة فكريا ، ما معنى ان اختار عرضا رياضيا يعبر عن اعتراضي؟و إن فعلت .. لماذا سأختار بعض عروض الكاراتيه و الكونغ فو ؟ لماذا سألبس قناعا و ملابس سوداء؟ ما الرسالة التي أريدها أن تصل؟ و لمن؟ و إن لم يكن هناك من هو وراء ذلك العرض من قيادات الإخوان فهي كارثة اكبر فما هي التعاليم التي يلقنون بها هؤلاء الشباب التي تجعل منهم عندما يفكرون في الاعتراض يفكرون في قتال و ملابس عسكرية و عروض قتاليه؟
حتى و ان صح ما تقوله قيادات الإخوان عن انه عرض منفرد ناتج عن تفكير شبابي متحمس؟ فهم الملومون على صنعهم مثل هذه العقول .
أنا إن رأيت طفل المفترض فيه أنه عاقل عندما يغضب يمسك سكين و يحاول جرح الطفل الذي أغضبه ، أول شيء سأفكر فيه هو ما الطريقة التي يربيه بها والداه ؟ فهي أكيد السبب وراء ذلك
على الإخوان ان يعرفوا ان غبائهم السياسي هذا هو ما يعطي للنظام مبررات لفرض هيمنة الأمن على كل شيء ، و عليهم ان يربوا شبابهم على تقبل الآخر ، فتلك المسألة على الأقل إن وجدت ستجعل منهم ضيف مرحب به دائما في كل ملتقي فكري لا ضيف معرض للهجوم دائما او مهاجم دائما .