Sunday, September 24, 2006
أهي فتنه قادمة ؟
أكاد ارى بعين الخيال الان تلك الفتنة التي يتوقع الكثير حدوثها في العالم في أي لحظة ، وكأن العالم كله كان يملك ذلك الحقد الدفين تجاه الاسلام و المسلمين ، و بدأوا يخرجونه واحد تلو الأخر .
و كل يوم نسمع عن إساءة جديدة من مكان ما ، فاليوم ها هو خوسيه أزنار رئيس وزراء اسبانيا السابق ، ذلك الجاهل الذي لو كان يقرأ حتي ميكي جيب لكانت الان افكاره تخرج بصورة صحيحة ، ازنار هذا يريد من المسلمون الإعتذار عن احتلالهم لاسبانيا ، يريد منا الاعتذار عن ما قدمناه من علم لهم و لأوروبا كافه ، فهاهو تمثال ابن حزم يتوسط اسبانيا وفلسفة ابن رشد تنهض بأوروبا كلها إلى عصر التنوير .، و المترجمات الإسلامية تملأ أوروبا و تصبح احد أسباب ثورتها على الجهل و التخلف ،و قد نسي أو يتناسى السيد أزنار محاكم التفتيش والتي تعد أكثر صفحات أوروبا دموية والتي يجدر بالذكر أن ثلاثين مؤرخا قاموا بتقديم مشروع قرار إلى البابا السابق حول إمكان اعتذار الكنيسة الكاثوليكية عن محاكم التفتيش وجرائمها بحق المسلمين ، في أيام ماكانوا يطوفون بالبيوت ليبحثون عمن يشتبهوا في مونه مسلم ليصلب و يحرق فورا .
و يدافع أزنار عن البابا و عن كلام البابا و يعترض طلب المسلمون الاعتذار بحجة أننا لا نعتذر ابدا عما فعلناه .و لكني هنا اريد العودة الى خطاب البابا لتوضيح أشياء لم أكن اعرفها انا الا بعد ما قرأتها مؤخرا .
إنها تفاصيل في الكتاب الذي كان يقرأ منه البابا .!!!
عندما قرأت تلك التفاصيل الصغيرة أدركت الان لماذا اختار البابا تلك الكلمات ليقولها ، لقد كان البابا حانقا حاقدا على كل مسلم بسبب قراءته و فهمه لهذا الكتاب ، و لكي نفهم الأسباب فلنرجع الى الوراء قليلا الى فترة حدوث المناظرة التي تحدث عنها البابا .
أول شيء لا بد من معرفته أن هذا الحوار تم بطلب ممن يسميه الإمبراطور والبابا مثقفا فارسيا ، كما يؤكد ذلك مانويل الثاني نفسه في الإهداء الذي صدر به كتابه "محاورات مع مدرس فارسي" وأرسله إلى أخيه ثيودور الأول ، و ليس بدعوة من الإمبراطور كما يدعي البابا ، و رغم ما يحفل به كتابه من علامات التكبر والعجرفة- من إبداء إعجابه بهذا العالم الجليل، إذ يقول إنه معجب بانفتاح عقله وإقباله على التعلم رغم مكانته واحترامه الشديد للديانة المسيحية، وقد برر طلبه للمناظرة بأنه يرغب بالاطلاع على الديانة المسيحية من واحد من معتنقيها وليس من نقول العلماء المسلمين التي قد يكون شابها التأثر بديانة الناقل فابتعدت عن الموضوعية ، وأنه ألزم نفسه أمام الإمبراطور باعتناق المسيحية إذا نجح في إقناعه ولم يطلب من محاوره المعاملة بالمثل. كما يذكر مانويل أن العالم دعا ابنيه لحضور المناظرات، وكان يدعو بعض الأعيان من سكان أنقرة وحتى من الناس العاديين، الذين كان يغلبهم النعاس لحضور المناظرة، وهذا لعمرك ليس ديدن الطرف ضعيف الحجة في أي مناظرة، بينما لا يذكر الإمبراطور أنه دعا أيا من أعضاء بلاطه الذين كانوا يصاحبونه في هذه الرحلة لأنقرة.
ما لفت نظري ايضا في ما قرأت عن تحليل تلك المناظرة هو تجاهل البابا للحديث عن مكان المناظرة ، فوجود الإمبراطور في أنقرة أيضا لم يتوقف عنده البابا طويلا ليحافظ على نصاعة النموذج الذي قدمه ليهاجم من خلاله الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم. تسمية الإمبراطور تطلق على هذا الحاكم من باب المجاز ليس إلا، فهو الحاكم قبل الأخير للإمبراطورية البيزنطية التي تقلصت في عهده لتقتصر على القسطنطينية وضواحيها، وقد تركها له السلطان العثماني بايازيد مكرمة منه وسياسة ليستعمله ويستعمل جيشه في حربه ضد خصومه الخارجيين والداخليين، وفي هذه الرحلة كان السلطان يستعمل تابعه مانويل لقمع تمرد القاضي برهان الدين حاكم مدينة سيفاس الواقعة في وسط آسيا الصغرى.
هذا الحوار إذن يدور بين عسكري تابع للسلطان في عاصمة الخلافة وهي القوة العظمى في حينها وعالم ذي مكانة كبيرة مقرب من السلطان. انظروا إلى مستوى التسامح الذي يسود هذا العصر ، فا الإمبراطور الذي يتكلم عنه البابا كان موظفا لدى الخليفة ، لدى المسلمين و مع ذلك كان له مطلق الحرية أن يقول ما يشاء ،
و أكاد أكون متأكدا من أنه لو قال أحد مثل هذا في بلاط أي إمبراطور بيزنطي لكانت الأسود تنعم بوجبة شهية من لحمة في قبو القصر في حينه
لقد كان سهلا على البابا لو اهتم بهذا التفصيل أن يعلم أن مناخ التسامح الديني والحوار الحضاري لم ينتعش في هذا العالم إلا في فترات صعود الإسلام وقوة دوله في دمشق وبغداد وقرطبة وغرناطة والقيروان وفاس.أما الفترات التي سيطر فيها الآخرون فقد شهدت محاكم التفتيش الرهيبة والحروب الصليبية وإبادة الهنود الحمر وبشائع الاحتلال واستعباد شعوب بكاملها على طول الأرض وعرضه ،
لن يعود العالم كمان كان من قبل أبدا إلا ان عاد الإسلام الحق الى الوجود ، و عاد رجال الماضي الذين كانوا يستحقون أن يطلق عليهم كلمة رجال .
أكاد ارى بعين الخيال الان تلك الفتنة التي يتوقع الكثير حدوثها في العالم في أي لحظة ، وكأن العالم كله كان يملك ذلك الحقد الدفين تجاه الاسلام و المسلمين ، و بدأوا يخرجونه واحد تلو الأخر .
و كل يوم نسمع عن إساءة جديدة من مكان ما ، فاليوم ها هو خوسيه أزنار رئيس وزراء اسبانيا السابق ، ذلك الجاهل الذي لو كان يقرأ حتي ميكي جيب لكانت الان افكاره تخرج بصورة صحيحة ، ازنار هذا يريد من المسلمون الإعتذار عن احتلالهم لاسبانيا ، يريد منا الاعتذار عن ما قدمناه من علم لهم و لأوروبا كافه ، فهاهو تمثال ابن حزم يتوسط اسبانيا وفلسفة ابن رشد تنهض بأوروبا كلها إلى عصر التنوير .، و المترجمات الإسلامية تملأ أوروبا و تصبح احد أسباب ثورتها على الجهل و التخلف ،و قد نسي أو يتناسى السيد أزنار محاكم التفتيش والتي تعد أكثر صفحات أوروبا دموية والتي يجدر بالذكر أن ثلاثين مؤرخا قاموا بتقديم مشروع قرار إلى البابا السابق حول إمكان اعتذار الكنيسة الكاثوليكية عن محاكم التفتيش وجرائمها بحق المسلمين ، في أيام ماكانوا يطوفون بالبيوت ليبحثون عمن يشتبهوا في مونه مسلم ليصلب و يحرق فورا .
و يدافع أزنار عن البابا و عن كلام البابا و يعترض طلب المسلمون الاعتذار بحجة أننا لا نعتذر ابدا عما فعلناه .و لكني هنا اريد العودة الى خطاب البابا لتوضيح أشياء لم أكن اعرفها انا الا بعد ما قرأتها مؤخرا .
إنها تفاصيل في الكتاب الذي كان يقرأ منه البابا .!!!
عندما قرأت تلك التفاصيل الصغيرة أدركت الان لماذا اختار البابا تلك الكلمات ليقولها ، لقد كان البابا حانقا حاقدا على كل مسلم بسبب قراءته و فهمه لهذا الكتاب ، و لكي نفهم الأسباب فلنرجع الى الوراء قليلا الى فترة حدوث المناظرة التي تحدث عنها البابا .
أول شيء لا بد من معرفته أن هذا الحوار تم بطلب ممن يسميه الإمبراطور والبابا مثقفا فارسيا ، كما يؤكد ذلك مانويل الثاني نفسه في الإهداء الذي صدر به كتابه "محاورات مع مدرس فارسي" وأرسله إلى أخيه ثيودور الأول ، و ليس بدعوة من الإمبراطور كما يدعي البابا ، و رغم ما يحفل به كتابه من علامات التكبر والعجرفة- من إبداء إعجابه بهذا العالم الجليل، إذ يقول إنه معجب بانفتاح عقله وإقباله على التعلم رغم مكانته واحترامه الشديد للديانة المسيحية، وقد برر طلبه للمناظرة بأنه يرغب بالاطلاع على الديانة المسيحية من واحد من معتنقيها وليس من نقول العلماء المسلمين التي قد يكون شابها التأثر بديانة الناقل فابتعدت عن الموضوعية ، وأنه ألزم نفسه أمام الإمبراطور باعتناق المسيحية إذا نجح في إقناعه ولم يطلب من محاوره المعاملة بالمثل. كما يذكر مانويل أن العالم دعا ابنيه لحضور المناظرات، وكان يدعو بعض الأعيان من سكان أنقرة وحتى من الناس العاديين، الذين كان يغلبهم النعاس لحضور المناظرة، وهذا لعمرك ليس ديدن الطرف ضعيف الحجة في أي مناظرة، بينما لا يذكر الإمبراطور أنه دعا أيا من أعضاء بلاطه الذين كانوا يصاحبونه في هذه الرحلة لأنقرة.
ما لفت نظري ايضا في ما قرأت عن تحليل تلك المناظرة هو تجاهل البابا للحديث عن مكان المناظرة ، فوجود الإمبراطور في أنقرة أيضا لم يتوقف عنده البابا طويلا ليحافظ على نصاعة النموذج الذي قدمه ليهاجم من خلاله الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم. تسمية الإمبراطور تطلق على هذا الحاكم من باب المجاز ليس إلا، فهو الحاكم قبل الأخير للإمبراطورية البيزنطية التي تقلصت في عهده لتقتصر على القسطنطينية وضواحيها، وقد تركها له السلطان العثماني بايازيد مكرمة منه وسياسة ليستعمله ويستعمل جيشه في حربه ضد خصومه الخارجيين والداخليين، وفي هذه الرحلة كان السلطان يستعمل تابعه مانويل لقمع تمرد القاضي برهان الدين حاكم مدينة سيفاس الواقعة في وسط آسيا الصغرى.
هذا الحوار إذن يدور بين عسكري تابع للسلطان في عاصمة الخلافة وهي القوة العظمى في حينها وعالم ذي مكانة كبيرة مقرب من السلطان. انظروا إلى مستوى التسامح الذي يسود هذا العصر ، فا الإمبراطور الذي يتكلم عنه البابا كان موظفا لدى الخليفة ، لدى المسلمين و مع ذلك كان له مطلق الحرية أن يقول ما يشاء ،
و أكاد أكون متأكدا من أنه لو قال أحد مثل هذا في بلاط أي إمبراطور بيزنطي لكانت الأسود تنعم بوجبة شهية من لحمة في قبو القصر في حينه
لقد كان سهلا على البابا لو اهتم بهذا التفصيل أن يعلم أن مناخ التسامح الديني والحوار الحضاري لم ينتعش في هذا العالم إلا في فترات صعود الإسلام وقوة دوله في دمشق وبغداد وقرطبة وغرناطة والقيروان وفاس.أما الفترات التي سيطر فيها الآخرون فقد شهدت محاكم التفتيش الرهيبة والحروب الصليبية وإبادة الهنود الحمر وبشائع الاحتلال واستعباد شعوب بكاملها على طول الأرض وعرضه ،
لن يعود العالم كمان كان من قبل أبدا إلا ان عاد الإسلام الحق الى الوجود ، و عاد رجال الماضي الذين كانوا يستحقون أن يطلق عليهم كلمة رجال .
0 Comments:
Post a Comment
<< Home