Saturday, December 23, 2006
يعاني أي مسلم نشأ في أي بلد عربي عموما من تابو شهير و هو الاعتراض على أي شيء يحمل طابع ديني و بالأخص إسلامي ..
إذا فكرت أن تقول لأحد لماذا يا اخي الجلباب القصير في عملك يمكنك ارتداء أي شيء آخر فالعصر مختلف و مقاييس الذوق اختلفت و يمكنك ان تلبسه في بيتك او في شارعك فأنت حر فستجد عشرات ممن يتهمونك بالجهل و انه من السنة و ألف حديث يخرج أمامك يدلل على أن هذا هو اللباس الصحيح و يمكن ان يتهمك احدهم بالزندقة و التأثر بالعلمانية و لكن....
أنت لم تتكلم عنه من ناحية صحته أم خطأه ، فلماذا إذن يحاولون اقناعك بانه هو الصحيح؟! و الغريب ان معظم من يعترضون عليك لا يلبسه احدهم بل و ربما لن يفكر حتى في لبسه ،و لكنه التابو الذي جعلهم يفزعون من اعتراضك عليه ، جرب ان تعترض على الجماعات المتشددة و هم من كانوا يفجرون السياح و يقتلونهم في مصر قديما ، ستجد ألف شخص يدلل على صحة موقفهم و لكنك أيضا ستجدهم لا يفكرون بل لن يفكرون ان يساعدوهم او ينضمون إليهم ، كذلك تجد أي شخص ملتحي و يلبس الجلباب القصير هو أكيد شخص أمين و نزيه و ما يفعله او يقوله هو الصحيح ، ان نادي احد بأننا لا بد ان نرجع الخلافة الإسلامية لمصر و ان يكون هناك امير للمؤمنين فحاول ان تقول له لا هذا لا ينفع في هذا العصر ، ستجد من حولك يتهمونك بأنك زنديق و ان هذا هو الإسلام الصحيح ، و لكن لن تجد منهم ابدا من يريد ذلك من داخله و لكنهم يؤمنون بان هذا هو الصحيح و لا يمكنك الاعتراض عليه ، أيضا كان لي مناقشة مع احد الشباب من دولة عربية مؤخرا و وجدته يقول لي " انك لن تستطيع ان تقنعني بعكس ما قاله الشيوخ الذين انا مقتنع بهم فهم لا بد و ان يكونوا على حق " فقلت له و لكنك ترفعهم الآن الى درجة العصمة فهل هم معصومون من الخطأ؟ و إن كانوا غير معصومون فهل يمكن ان كا تقتنع به من كلامهم الان هو أحد تلك الأخطاء؟ و يبدوا انه فوجيء بهذا الطرح الذي يسمعه لأول مرة ، فهو تعود على إنهم دائما على حق طالما أنهم فلان و ابن فلان ..!
قال لي لا بالطبع لا و لكن هم يقولون دائما أنهم يرجون الا يكونوا على خطأ و كان مترددا فعلا و قد فوجيء بهذا السؤال ..
قلت له اذن هم يقولون انهم يخطئوا و انت لا تريد قول ذلك؟ ان كنت مقتنعا هكذا بهم فهل تنفذ كل ما يدعون اليه او حتى نصفه ؟ فقال لي بصدق لا
و لكن هم على حق في ما يدعون اليه ..!!!
من هنا أحب ان أقول أننا في مصر بالذات نعاني من هذه الحالة من وجود ذلك التابو الذي لا يمكنك اختراقه و هو الاعتراض على أي شيء يحمل الطابع الإسلامي السلفي بالذات . حتى لو لم تكن ترتاح له .
فان أراد احد استماله العامة له فيقوم برفع راية " الإسلام هو الحل "
و بدون ان يسال الناس عن ما هو الحل من وجهة نظر الإسلام و التي يتبناها هذا الشخص يقومون بالوقوف ورائه فورا فالوقوف ضده لا يجوز بأي حال من الأحوال ..!!
و جماعة الإخوان المسلمون في مصر بالذات قد ظلمت نفسها حين ادعت ان أنصارها عددهم مئات الآلاف فإذا طبقنا نظرية التابو هذه سنجد ان كثير من الذين ينسبون أنفسهم الى تلك الجماعة هم فقط مسلمون متدينون يعتقدون بأن انتسابهم هذا يجعلهم في المكان الصحيح للإسلام ، و ان معارضتها لهو احد أشكال معارضه تطبيق الإسلام الصحيح و دعم لمستحدثات الأمور .
و أي طالب متدين يدخل الجامعة لهو مشروع جاهز لان يكون احد طلبة الإخوان فهو لا يعرف مكانا اخر له ليشعر فيه بأنه في المكان الصحيح و كل ما يعرفه عن الإخوان المسلمون فقط هو أنهم المكان الذي ينتمي اليه كل مسلم متدين يبحث عن الصحيح .
و لعل هذا يبرر نظرة منتسبي الإخوان من الشباب الى غيرهم من المنتسبين الى فئات اخرى فهم يدعون لهم بالهداية دائما ..!!!
و كأنهم هم الوحيدون المهتدون الى الصحيح .
و لكني قد استبشرت خيرا عند ظهور حزب الوسط على الساحة الشعبية ، و ليس هذا انتماءا إليه أكثر منه تفاؤلا عندما وجدت من هو يبحث عن الخروج من دائرة ذلك التابو و محاوله لفهم التعاليم الإسلامية في إطار عصري و بما يتناسب مع مجريات الأحداث في العالم ..
و الكف عن تأليه الشيوخ مهما علت مكانتهم فالدين الإسلامي الصحيح لا يعطي لأحد حق احتكار الفتاوى و هو الدين الوحيد الذي يريد من أتباعه أن يعملوا عقلهم و يعطيهم في النهاية حرية الاختيار حسب ما يميل اليه قلبه .
إذا فكرت أن تقول لأحد لماذا يا اخي الجلباب القصير في عملك يمكنك ارتداء أي شيء آخر فالعصر مختلف و مقاييس الذوق اختلفت و يمكنك ان تلبسه في بيتك او في شارعك فأنت حر فستجد عشرات ممن يتهمونك بالجهل و انه من السنة و ألف حديث يخرج أمامك يدلل على أن هذا هو اللباس الصحيح و يمكن ان يتهمك احدهم بالزندقة و التأثر بالعلمانية و لكن....
أنت لم تتكلم عنه من ناحية صحته أم خطأه ، فلماذا إذن يحاولون اقناعك بانه هو الصحيح؟! و الغريب ان معظم من يعترضون عليك لا يلبسه احدهم بل و ربما لن يفكر حتى في لبسه ،و لكنه التابو الذي جعلهم يفزعون من اعتراضك عليه ، جرب ان تعترض على الجماعات المتشددة و هم من كانوا يفجرون السياح و يقتلونهم في مصر قديما ، ستجد ألف شخص يدلل على صحة موقفهم و لكنك أيضا ستجدهم لا يفكرون بل لن يفكرون ان يساعدوهم او ينضمون إليهم ، كذلك تجد أي شخص ملتحي و يلبس الجلباب القصير هو أكيد شخص أمين و نزيه و ما يفعله او يقوله هو الصحيح ، ان نادي احد بأننا لا بد ان نرجع الخلافة الإسلامية لمصر و ان يكون هناك امير للمؤمنين فحاول ان تقول له لا هذا لا ينفع في هذا العصر ، ستجد من حولك يتهمونك بأنك زنديق و ان هذا هو الإسلام الصحيح ، و لكن لن تجد منهم ابدا من يريد ذلك من داخله و لكنهم يؤمنون بان هذا هو الصحيح و لا يمكنك الاعتراض عليه ، أيضا كان لي مناقشة مع احد الشباب من دولة عربية مؤخرا و وجدته يقول لي " انك لن تستطيع ان تقنعني بعكس ما قاله الشيوخ الذين انا مقتنع بهم فهم لا بد و ان يكونوا على حق " فقلت له و لكنك ترفعهم الآن الى درجة العصمة فهل هم معصومون من الخطأ؟ و إن كانوا غير معصومون فهل يمكن ان كا تقتنع به من كلامهم الان هو أحد تلك الأخطاء؟ و يبدوا انه فوجيء بهذا الطرح الذي يسمعه لأول مرة ، فهو تعود على إنهم دائما على حق طالما أنهم فلان و ابن فلان ..!
قال لي لا بالطبع لا و لكن هم يقولون دائما أنهم يرجون الا يكونوا على خطأ و كان مترددا فعلا و قد فوجيء بهذا السؤال ..
قلت له اذن هم يقولون انهم يخطئوا و انت لا تريد قول ذلك؟ ان كنت مقتنعا هكذا بهم فهل تنفذ كل ما يدعون اليه او حتى نصفه ؟ فقال لي بصدق لا
و لكن هم على حق في ما يدعون اليه ..!!!
من هنا أحب ان أقول أننا في مصر بالذات نعاني من هذه الحالة من وجود ذلك التابو الذي لا يمكنك اختراقه و هو الاعتراض على أي شيء يحمل الطابع الإسلامي السلفي بالذات . حتى لو لم تكن ترتاح له .
فان أراد احد استماله العامة له فيقوم برفع راية " الإسلام هو الحل "
و بدون ان يسال الناس عن ما هو الحل من وجهة نظر الإسلام و التي يتبناها هذا الشخص يقومون بالوقوف ورائه فورا فالوقوف ضده لا يجوز بأي حال من الأحوال ..!!
و جماعة الإخوان المسلمون في مصر بالذات قد ظلمت نفسها حين ادعت ان أنصارها عددهم مئات الآلاف فإذا طبقنا نظرية التابو هذه سنجد ان كثير من الذين ينسبون أنفسهم الى تلك الجماعة هم فقط مسلمون متدينون يعتقدون بأن انتسابهم هذا يجعلهم في المكان الصحيح للإسلام ، و ان معارضتها لهو احد أشكال معارضه تطبيق الإسلام الصحيح و دعم لمستحدثات الأمور .
و أي طالب متدين يدخل الجامعة لهو مشروع جاهز لان يكون احد طلبة الإخوان فهو لا يعرف مكانا اخر له ليشعر فيه بأنه في المكان الصحيح و كل ما يعرفه عن الإخوان المسلمون فقط هو أنهم المكان الذي ينتمي اليه كل مسلم متدين يبحث عن الصحيح .
و لعل هذا يبرر نظرة منتسبي الإخوان من الشباب الى غيرهم من المنتسبين الى فئات اخرى فهم يدعون لهم بالهداية دائما ..!!!
و كأنهم هم الوحيدون المهتدون الى الصحيح .
و لكني قد استبشرت خيرا عند ظهور حزب الوسط على الساحة الشعبية ، و ليس هذا انتماءا إليه أكثر منه تفاؤلا عندما وجدت من هو يبحث عن الخروج من دائرة ذلك التابو و محاوله لفهم التعاليم الإسلامية في إطار عصري و بما يتناسب مع مجريات الأحداث في العالم ..
و الكف عن تأليه الشيوخ مهما علت مكانتهم فالدين الإسلامي الصحيح لا يعطي لأحد حق احتكار الفتاوى و هو الدين الوحيد الذي يريد من أتباعه أن يعملوا عقلهم و يعطيهم في النهاية حرية الاختيار حسب ما يميل اليه قلبه .